أشارت أوساط فلسطينية لصحيفة "الديار" الى أن "معظم المقاتلين الفلسطينيين لم يتعلموا شيئا من المراحل الدموية التي غطسوا فيها واغرقوا البلدان المضيفة لهم معهم، حتى بعد رحيل الثورة الى الضفة والقطاع حيث تشير معظم المحطات في اداء المخيمات في الشأن الـى ذلك، وكانوا حاضنة مبكرة للتكفيريين وطليعة المقاتلين تحت راية "الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين"، في افغانستان في ظل الصراع الاميركي - السوفياتي آنذاك وابرز هؤلاء كان عبدالله عزام الفلسطيني الذي اغتيل في بيشاور الباكستانية مع نجله اثر تفخيخ سيارته، فبات عزام رمزا للتكفيريين الذين انضووا تحت اسم "​كتائب عبدالله عزام​" وهو فرع من تنظيم "القاعدة" العالمي، حيث أوضحت المعلومات أن هذا الفصيل معقله "عين الحلوة" وأن أميره الفعلي ​أبو محمد توفيق طه​ وليس ماجد الماجد كون الاخير كان يشرف على ادارة مجموعة من الفصائل التكفيرية بما فيها "كتائب عزام"، وان التهديدات التي اطلقها هذا الفصيل يجب ان تؤخذ على محمل الجدّ.

ولفتت الاوساط الى أن "تنظيم "فتح الاسلام"، الذي قاده شاكر العبسي مقيما امارة اسلامية في "مخيم نهر البارد" ما تزال فلوله الموزعة بين "عين الحلوة" والساحة السورية تشكل خطرا على الاوضاع الامنية، واذا كانت بعض الفصائل الفلسطينية كـ"فتح الاسلام" استوردت الفكر التكفيري وسوقته على الساحة المحلية، فان الامر نفسه انسحب على الداخل السوري بعدما تحولت "طريق القدس من جونيه" لتمر في "مخيم اليرموك" الفلسطيني، حيث نجحت المفاوضات في ارساء بعض الهدنات في معضمية الشام وبرزة في فك الحصار عن هذه المناطق، الا انها فشلت في مخيم اليرموك المحاصر حيث يقوم المسلحون التكفيريون هناك باستهداف قوافل الاغاثة للاجئين ومنعها من دخول المخيم لتشويه صورة الجيش السوري على خلفية انه يقف وراء تجويع الفلسطينيين، ما يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستهفام حول دور العامل الفلسطيني في احداث المنطقة ويعيد الى الاذهان كتاب "أبو نضال بندقية للايجار" حيث قتل الاخير على يد مخابرات صدام حسين عشية الغزو الاميركي للعراق بعدما حصلت على وثائق تشير الى ان ابو نضال جنّد مع تنظيمه للقيام بعمليات لصالح الاميركيين".